اخر الاخبار

الأحد، 3 مارس 2019

الدكتور خضير المرشدي الغدر وصمة عار في جبين مرتكبيه ...!!!


الغدر وصمة عار في جبين مرتكبيه ...!!! 

الدكتور خضير المرشدي 


لعلَّ صفة الغدر تُعَدْ واحدة من أخسِّ صفات المحسوبين على البشر من الأشرار على الإطلاق ، ولعلّها العامل الرئيس الذي يسهم في تفكيك منظومات القيم الأخلاقية وانهيارها في كل زمان ومكان وفي كل حين وعلى أيِّ مستوىً كان ... ففي هذه الأيام تمرُّ الذكرى السنوية لصفحة ( الغدر والخيانة ) التي تعرّض لها العراق شعباً وكياناً ومؤسسات وبنى تحتية عام ١٩٩١ تزامناً مع العدوان الثلاثيني الذي سموه بحرب الخليج الثانية او حرب ( تحرير ) الكويت .
إن شهر آذار يحمل في طياته من الذكريات المأساوية ما لم تحمله أشهر وأيام أخرى من العذابات التي مرّت على العراقيّين منذ العدوان وحتى هذه اللحظة ... ويصعب علينا في هذه المناسبة وصف مشاهد الموت وحفلات التعذيب والتمثيل بالجثث التي إرتكبتْها ( زمر غادرة ملثمة ) إنتشرت كالقطعان الكاسرة في محافظات العراق الجنوبية تحت حماية طائرات التحالف الدولي وصواريخ كروز عابرة القارات التي دمرّت كل ما هو جميل في بلد الحضارة والجمال . لقد دمّرت تلك الزمر العميلة الضالة ما تبقى من معالم الحياة ، لتنشر الخراب والحزن والرعب في كل مكان وتشيع الفوضى في واحدة من أكثر صفحات العدوان الثلاثيني خسةً وغدراً ودناءةً وخيانةً عندما قام بها من يحملون الجنسية ( العراقية ) ...!!!
كما لا نوّد الحديث عن مناظر ومشاهد يندى لها الجبين من عمليات النهب والسلب وتدمير وحرق دوائر الدولة ، بما فيها المستشفيات والجامعات والمدارس ومراكز التموين ، والعبث بمحتويات مؤسسات معنية بحفظ أملاك المواطنين وحقوقهم وهوياتهم ... ولعل لكل عراقي عاش تلك اللحظات ، قصته الخاصة فيما شاهد ورأى ، وفيما تعرض له من مخاطر كادت أن تودي بحياته وحياة عائلته ( وأنا واحد منه هؤلاء ) لولا إرادة الله سبحانه ، فضلاً عن فعل الدولة الحازم في التصدّي لهؤلاء ، وتمكنها من إعادة الامور إلى نصابها الصحيح في سرعة قياسية ، بعد أن تم طرد وملاحقة هذه العصابات المجرمة ، حدث هذا في مدينة كربلاء المقدسة خلال هذه الأيام من عام ١٩٩١ ، مثلما حصل في كل محافظات الفرات الأوسط والجنوب .



إن تك الجرائم موثّقةٌ بالصورة والصوت في برنامج إسمه ( الملف ) ، إستمر عرضه في تلفزيون العراق سنوياً حتى عام ٢٠٠٣ .

لكنَّ الأمرَ المهمَّ الذي يستحق أنْ نسلّطَ الضوء عليه لعلاقته بما يجري في العراق اليوم هو : 


- إن إيران هي من كانت تقود هذه الصفحة من الحرب الكونية ضد العراق بالتنسيق مع القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي ، والدليل يكمن في تمكّن الاجهزة الأمنية والعسكرية العراقية حينذاك من إلقاء القبض على عدد كبير من ضباط المخابرات الإيرانية والحرس الثوري الايراني ممّن كانوا يقودون تلك الزمر والعصابات ، وقد تم إحتجازهم في العراق حتى عام ١٩٩٩ ، عندما أطلِق سراحهم بجلسة في المجلس الوطني العراقي الذي كنت أحد أعضائه حينذاك ، ضمن صفقة تبادل الأسرى ، كون إيران ، كانت تحتفظ بالآلاف منهم منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية عام ١٩٨٨.
- وتبيّن فيما بعد إن اولئك الغوغاء ( كما وصفهم المرجع السيد ابو القاسم الخوئي في حينه عندما استقبله السيد الرئيس في غضون تلك الاحداث ) ، هم أعضاء الأحزاب والتيارات والميليشيات الفاسدة التي تحكم العراق الآن ، بضمنها : حزب الدعوة والمجلس الأعلى وتيارات وحركات ومنظمات سرية من المرتزقة تم إعدادهم وتدريبهم في إيران لتنفيذ هذه الاعمال الارهابية بالتنسيق مع قوات التحالف وبتوقيتات محسوبة .

ولعلّها كانت واحدةً من الأسباب التي دعت المجرم ( بوش الأب ) أن يقدم على إيقاف الحرب من جانب واحد ، بإنتظار النتائج المرجوّة من تلك الصفحة ، والتي لم تتحقّق الا بعد أن تم احتلال العراق وتدميره وتسليمه لإيران ولنفس تلك العصابات من قبل مجرم الحرب ( بوش الابن ) وحلفائه ...!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق