اخر الاخبار

السبت، 13 أبريل 2019

أنيس الهمامي / تونس الرسائل البعثية في الذكرى النيسانية من وحي خطاب الرفيق القائد شيخ المجاهدين عزة إبراهيم في ذكرى تأسيس البعث العربي الاشتراكي الثانية والسبعين ( الجزء الأول )







( الجزء الاول )
( مدخل ) 

بمناسبة الذكرى 72 لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، وفي السابع من نيسان – أفريل 2019، كانت جماهير الأمة العربية ورفاق البعث ومناضلوه على موعد جديد مع خطاب رأس البعث وقائده الرفيق المناضل المقاوم شيخ المجاهدين عزة إبراهيم الأمين العام للحزب والقائد الأعلى للجهاد والتحرير، لمخاطبة الأمة وقواها الحية وشعبها أولا ولتوجيه رسائل مختلفة في اتجاهات متعددة تتنوع عادة بين كوادر الحزب وقياداته ومناضليه وبين النظام العربي الرسمي وبين القوى والجهات الدولية ثانيا. 

وكدأب الرفيق القائد عزة إبراهيم في كل ذكرى تأسيس البعث منذ توليه المسؤولية الأولى في الحزب بعد استشهاد رفيق دربه القائد الرفيق صدام حسين رحمه الله، كانت إطلالته تاريخية فارقة جديدة، وكانت مناسبة أخرى أكد فيها الحزب وقائده على الإحاطة الشاملة والمتابعة الدقيقة لمجريات الأمور وتفاصيلها مهما بدت بسيطة على جميع الأصعدة، داخليا حزبيا، ومحليا قوميا عربيا، ودوليا وأمميا. 

ومنذ البداية، جاءت الرسالة الأولى، وهي الرسالة الرَّمزية التي تحيط بالخطاب وتوقيته وغاياته، والتي قد لا يتفطن لها البعض ولا يلتقط مدلولاتها ولا يتحسس مراميها، وإن كانت ستتضح بجلاء كبير في ثنايا الخطاب، وكان مضمونها التأكيد مرة أخرى على أن الرفيق القائد عزة إبراهيم لا يزال محتفظا وبالقدر ذاته من النبوغ والفراسة والذكاء الوقاد بل وأكثر من ذي قبل، بألقه وتألقه وبمقدرته الواسعة على إدارة الشأن الحزبي والسياسي وعلى إنتاج المعارف والرؤى والتصورات والمواقف والقراءات البعثية الأصيلة المتميزة بدورها عن غيرها من القراءات والمواقف لدى جميع الأحزاب لا العربية فقط وإنما حتى الدولية، وأنه وعلى خلاف ادعاءات الأعداء والمتربصين بالحزب وبالعراق وبالعروبة شرا، يواصل أداء مهامه كافة بمرونة كبيرة وبسلاسة أكبر، وبتصميم لا يلين وبعزيمة فولاذية لا تقهر، وبإيمان واسع وتوكل على الله قل نظيره، وبتمسك مميز بحقوق الأمة وقضاياها العادلة على دقتها وصعوبتها وما تنطوي عليه من تعقيد وتشابك وتداخل، وباستعداد فطري نقيّ ممتد مترامي للذود عنها ولمزيد البذل في سبيلها والتضحية من أجلها بما لا يخطر على بال. والأهم من كل هذا، تحمل هذه الرسالة الأولى وإن كانت مشفّرة وخاطفة ولكنها عميقة الأثر ومنتقاة بعناية بالغة، استمرار الرفيق القائد المجاهد في أداء مهامه الوطنية والقومية التحررية المقاومة والإنسانية بهمة لا تنثني، ولا تنال منها الخطوب المدلهمة التي تحيط بالرجل وبحزبه وبوطنه وبشعبه وبأمته، بناء على واجباته السياسية والقومية والأخلاقية والنضالية والكفاحية الجهادية، وهو ما يبرهن على إيمان البعث وتقليده الأصيل الذي لا يتبدل، بأنه حزب مسؤول على الأمة ومنها، ولا تتغير مهامه ولا أدواره ولا يخبو فعله ولا ينضب عطاؤه ولا يتأثر ذلك كله بموقعه وعلاقته ومسافته من السلطة. 

فالرفيق القائد شيخ المجاهدين عزة إبراهيم وحزبه، يدركان تمام الإدراك أن البعث الذي راهن على الأمة وشعبها، ونذر حياته وإمكاناته وموارده المختلفة بشريا وماديا وفكريا وثقافيا وسياسيا وحضاريا، لم ولن يفشل في ذلك الرهان، وأن الأمة وجماهيرها وقواها الحية لا تزال تحافظ على درجات إقبالها الشغوف على طرح البعث وعلى توجهاته وخياراته إدراكا ويقينا منه أنه الأصدق والأنقى والأبهى والأحرص على المصلحة القومية العربية الاستراتيجية العليا والأشد دفاعا عنها وتمسكا بها والأقدر على رفع لواء العروبة وحمله إلى عنان السماء فتعانق الأمجاد والانتصارات الظافرة المؤزرة بإذن الله وأولها الصمود بوجه المحن والمؤامرات المتلاحقة ودرء الشرور ومحاصرة المخططات العدوانية الشيطانية الآثمة وقبر أحلام المتكالبين على بلاد العرب وعلى ثروات الأمة. 

وعليه، فإنه كان لزاما المحافظة على سنة التواصل المباشر بين الجماهير وبين حزبها ورأسه وقائده وحادي ركبه وقائده وأمينه العام شيخ المجاهدين عزة إبراهيم، فتزداد الجماهير طمأنينة وثقة بأن حزبها العملاق الريادي بخير وبين أيادي أمينة، وبأنه ماض على العهود ذاتها وعلى النهج المقاوم نفسه الذي لطالما عرفته عليه وخبرت سيره فيه. 

وإن العلاقة بين حاجة الحزب لجماهيره وأصدقائه ومريديه ومناصريه وحاجة الجماهير لحزبها المناضل المجاهد لهي علاقة جدلية بامتياز، حيث لا غنى لأحد الطرفين على الآخر، ولا مجال لضمان بقاء أحدهما إذا اضمحلال الآخر لا سمح الله. فالجماهير التي تعي حجم المظلمة الوحشية السادية منقطعة النظير التي سلطها أعداء العروبة والبعث على الحزب، وتلاحظ وتتلمس صموده وبقاءه وتحديه المذهل للملاحقات والتشريد والاجتثاث والحظر والمطاردات والمصادرات والاعتقالات والتقتيل والاختطاف والتجويع وغير ذلك مما يشيب الولدان، لا يمكنها أن تستسلم لليأس ولا للإحباط، ولا أن تركن للقعود والتخاذل، بل إنها ستنهل من إرادته، وتتسلح بعزيمته، وتتحامل – كما تحامل هو بكل تأكيد – على جراحاتها، فتلملمها لتعود أقوى من ذي قبل. 

إنها رسالة نفسية إذن، تبلسم الجراحات وتطبب الآلام فتقر الجماهير عينا وتهنأ بالا، لها عميق الأثر على الأمة، وتتنزل في سياق زمني فارق، وتلبي حاجة مستعجلة لشعبنا العربي لجرعة من الثقة والمصارحة والمكاشفة، وهي رسالة خصصت لامتصاص الحملات النفسية والحرب الدعائية الهوجاء المفتوحة على العرب، لكي تذهب ريحها وتردها إلى نحور مطلقيها، ذلك أن القصف النفسي المستمر على العرب من الأعداء إقليميا ودوليا إنما هدفه الأساسي وغايته الكبرى كسر الإرادة وخلخلة جدار الصمود في الإنسان العربي لدفعه دفعا للانصياع للإرادة الدولية والصهيونية والفارسية وبالتالي الغرق في سيول الاغتراب والاستلاب والتفسخ ومن ثم التلاشي والفناء. 

وإنها رسالة مدخل، تفسح المجال وتمهد الطريق لبقية الرسائل التي ستليها بالتدرج، وتصاعديا، من الداخل الضيق فالداخل الأرحب، ومن المستوى الشعبي العربي إلى المستوى الرسمي، ثم من المحيط الإقليمي إلى الفضاء الدولي الكوني. 

وهي رسالة محورية ولا ريب، حيث أن بقية الرسائل وعلى أهميتها القصوى، تنطلق وتنتهي عند مضامين الرسالة الأولى وتتفرع منها وتتكامل معها أيضا. 

ويبقى من أهم عناوين هذه الرسالة الأولى والرسالة المفتاح، التأكيد مجددا ومرة أخرى على أن حزب البعث قائم ومتماسك وصامد وثابت ومناضل ومقاوم ومكافح ومجاهد، وأن المؤامرات التي عمل أصحابها على تحقيقها وأفنوا في سبيلها جهودا مضنية وزمنا طويلا ومالا كثيرا طائلا لبدا، إنما فشلت وخابت وذهبت سدى، وأن الاجتثاث وما تفرع عنه قد قبره البعث بفضل حكمة قيادته المجاهدة وخبرتها الواسعة وتجاربها النضالية الطويلة وبفضل الصمود غير المسبوق والإصرار والعزيمة التي تسلح الحزب ورجالاته في ساحات المواجهة كافة ومركزها العراق الأشم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق