اخر الاخبار

السبت، 27 أبريل 2019

صلاح المختار اجتثاث من خطط لاجتثاث البعث


اجتثاث من خطط لاجتثاث البعث 

صلاح المختار

 من بين اهم ما سلط الرفيق القائد عزة ابراهيم عليه الاضواء في خطابه في الذكرى 72 لتأسيس البعث ما خطط للحزب من قبل الاعداء وكيفية مواجهة الحزب لكل تلك الخطط ، فقال : (لقد عبئوا كل قوى الشر في العالم لكي يجتثوا عقيدة البعث وفكره فعجزوا وأرتدوا على أدبارهم خاسئين وباءوا بغضب من الله والبعث ماضٍ بأذن الله وبقوته القوية وبإرادة مناضليه ومجاهديه وبالتفاف الشعب حوله حتى يسحق الخونة والعملاء الصغار الرعاديد ويسحق عمليتهم السياسية المخابراتية البائسة.وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون) .في هذا النص معان عديدة وعميقة منها: 1-بما ان نهضة الامة مرهونة بنشوء الطليعة الانقلابية الواعية وتعاظم قوتها ودورها القيادي في المجتمع فان الدروس التي تعلمها اعداء الامة من تجربة البعث الاول في زمن الرسالة الاسلامية هو ان اجتثاث البعث مشروط اولا باجتثاث الطليعة ان نشأت ومنعها من اكمال متطلبات نصرها بجرها الى معارك جانبية تبعدها عن معركتها الرئيسة، وهو ما يشيطنها فتعزل عن الجماهير، والاخطر ان تشغلها بصراعات داخلية تفتت قدراتها وتزجها في دروب التيه،وهكذا فان الاستعمار الاوربي وبعده الامبريالية الامريكية ومعهما الصهيونية العالمية وخلفهما القوميون الفرس كانوا عبر التاريخ الحديث يبدأون التأمر على الامة سرا ومخابراتيا بالعمل على اجتثاث الطليعة اولا وهذا عمل مخابراتي في المقام الاول ويسبق العمل العسكري العنفي ويقف خلف الصراعات السياسية ولا يطغى عليها،وهو اهم منه فاذا اضعفت الطليعة او حيدّتها يضمن منع النهضة العربية والتحرر الوطني والتكامل القومي الوحدوي. ان الاحداث الخطيرة والغير مفهومة وقتها التي وقعت في بداية الستينيات في سوريا والعراق ومصر وغيرها تثبت ان العمل المخابراتي كان خلف بعض ماحصل وكان احد القوى المحركة او الصانعة للازمات وقتها ، اذ يكفي وجود عنصر واحد مجند ،او واقع تحت تأثيرات معادية ، كي يحقق الهدف المخابراتي عندما يكون في موقع قيادي، ولدينا حافظ اسد والبرامكة في العصر العباسي واصطناع التشيع والتسنن امثلة حية وواضحة جدا على خطورة الاختراق لصفوفنا. هذه حقيقة تذكرها احد اهم عوامل احباط مخطط المخابرات المعادية. 2- اجتثاث الطليعة لايأخذ شكلا واحدا ولا يمارس اسلوبا منفردا فقوة الطليعة

واستعدادها للتضحية وصمودها الاسطوري نتيجة تشبعها بمبادئ البعث يجعل مستحيلا تحقيق اي نجاح في اجتثاثها باتباع اسلوب واحد تكشف طريقته وتحدد كيفية مواجهته وافشاله ،ولهذا لابد ان تتعدد الاساليب لتشمل كافة الامكانات المتاحة لاختراق الطليعة،ولا يوجد اكثر تخريبا من اختراق نواة الحياة وطرح بيوض الفساد في رحم منطقة القدسية. فكيف يتم ذلك وما هي الاساليب التي اتبعتها اجهزة المخابرات المتعددة والمتلاقية حول قاسم مشترك وهو اجتثاث الطليعة البعثية التي نهضت مرة اخرى في السابع من نيسان عام 1947 ؟ 3-المخابرات المعادية تخطط دائما لما هو اخطر من الاجتثاث الجسدي وهو الاختراق المخابراتي للطليعة والعمل من داخلها حتى ولو بانفار محدودين، اذ يكفي تسلل انفار لافساد منطقة كاملة من محيط القدسية في معابد الطليعة ، ولكن الاختراق ولانه مخابراتي لايشترط فيه ان يكون بصيغة تجنيد اعضاء بل الاخطر منه التأثير على اعضاء في منطقة القدسية دون تجنيدهم من خلال وضعهم في بيئة معينة يتعرضون فيها لتأثيرات خفية ناعمة خصوصا تنمية التطلعات غير المشروعة لديهم والتي تؤدي بعد زمن الى التحكم بمواقفهم وقرارتهم وتشعل صراعات بين اعضاء منطقة القدسية ،ومن ثم تحقيق اهداف معينة عن طريقهم . ولو كررنا النظر الى ماحصل منذا عام 1963 لرأينا كيف ان تنمية التطلعات غير المشروعة لعب دورا اساسيا في جر الحزب الى معارك جانبية انهكته واضعفته وابعدته عن مواصلة تحقيق اهدافه الرئيسة . ومن اهم اسس العمل المخابراتي انه يحدد لمن يجب او توجه الضربة الاساسية ويترك البقية فكما انك حينما تضرب اساس الجدار يتهدم البناء دون ان تتعب نفسك بتهديمه كله فان ضرب عناصر معينة يؤدي الى تهديم اخرين تلقائيا بحكم الترابط الرفاقي والثقة والانموذج الذي تقوم عليه فكرة الطليعة الثورية ،ويخلق الاضطراب والارتباك ويفكك الترابط فتظهر بوادر الضعف العام من خلال تراجع الانضباط والمركزية وشيوع الانفلات والتجاوزات.وفي ضوء ذلك صار واضحا ان المخابرات المعادية لاتتعب نفسها بتوجيه ضربات لتنظيم جبار منيع بل توجه ضربات منتقاة ورئيسة لعناصر القوة فيه وهي النماذج الطليعية المجربة والاكثر قدرة على الابداع في العملية الثورية وتستخدم في ذلك تأثيراتها على بعض ذوي التطلعات غير المشروعة بتحريضهم ضد الناجح وتنمية فكرة انهم احق منه بالقيادة والشعبية والبروز . وايضا لانها مخابرات دقيقة الخطوات وتهتم بشدة بترتيب الاولويات عندما تحقق اختراقا فانها توقّت استخدام ما حققته من مكاسب مع وصول الصراع ذورة حاسمة فتوقظ المناجذ النائمة – الجواسيس او من وقع تحت تأثير تلك المخابرات دون وعيه – وتحركها نحو هدف محدد :توجيه الضربات الرئيسة لمفاتيح الطليعة وحراس المعبد المقدس،لانها اذا حققت ذلك وصلت لمن يجلس في المعبد المقدس ويقود كل الطليعة ويعد شرط توحدها ومتانة صلاتها وعندها يمكن للمخابرات تصفية القائد بالاسر او الاغتيال فتوضع الحركة الثورية امام واقع كارثي وهو انهاء الدور التوحيدي للمركز بعد اختراق محيط القدسية فيه. وعندما يتحقق ذلك يكون الاجتثاث قد تم باسرع الطرق واقلها خسارة تكلفة وامهرها في التضليل خصوصا ارباك المنظمة الثورية وتحييد الاف المقاتلين الجاهزين للقتال حتى الاستشهاد ولكن تغييب الحراس اولا ثم ضرب مركز القدسية ثانيا يجعلها مجرد كم بلا راس يقود ويفكر .الم تخطط المخابرات الايرانية والسورية للسطو على الحزب من داخله بواسطة المرتد محمد يونس الاحمد؟ وبعده الم يسقط الحزب خطة تصفية القيادة والقائد بواسطة عبدالباقي ؟ 5-وعندما انهارت العملية السياسية وفشلت كليا بعد ان اوصلت العراق وشعبه الى جحيم لايطاق وهدمت الدولة ثم سحقت الكثير من مداميك المجتمع الاخلاقية والثقافية واقتنع الشعب بانها عملية مدمرة وانها سبب البلاء وطالبت الاغلبية الساحقة باسقاطها واعلنت حرصها على عودة البعث واستعدت الطليعة لاسقاطها بعد نضوج الظروف الموضوعية، وبعد ان نجح البعث في التعبئة الجماهيرية في مؤتمرات عالمية ناجحة بكل المقاييس كان اخرها مؤتمر المغتربين العراقيين في اسبانيا في عام 2017 وبعد ان تعزز الدور الفاعل للتنظيمات الشعبية المطلوبة لملء الفراغ مثل المجلس السياسي والجبهة الوطنية واللجان الاعلامية اثبت - البعث - للناس انه فعلا الطليعة المؤهلة لانقاذ العراق ، وصار واضحا كل الوضوح ان البعث اكمل متطلبات اسقاط العملية السياسية . فماذا كان رد فعل اجهزة المخابرات المتعددة على النهوض البعثي الكبير؟ رأينا صعود ظاهرتين خطيرتين : الظاهرة الاولى اطلاق داعش لانهاك المقاومة والطليعة الثورية واجهاض التغيير الجذري الذي كان ممكنا عمليا ، وقام داعش باعدام اكثر من مائة قائد بعثي مدني وعسكري بما في ذلك اعضاء في مركز القدسية،اما الظاهرة الثانية فكانت استخدام ما تحقق من اختراقات سابقة ناعمة لاجل ارباك المنظمة الثورية واشغال الطليعة بمشاكل جانبية تافهة متتابعة لتبقي الطليعة منشغلة بحلها وبمعالجة نتائجها مخصصة وقتا كان يجب ان يكون من حصة عملية اسقاط العملية السياسة . 6-ولكن هذه الخطط المخابراتية المعادية كان هناك من يرصدها ويتابعها وهم عيون الشعب الساهرة التي تركت الاعداء يكشفون احتياطيهم الغالي المخفي – المضموم - وتحملت الطليعة شتى انواع التجاوزات لانها كانت تريد ان ترى الشيطان يطل علينا بوجهه وليس بقرونه فقط كي يشخص بدقة وتوجه له الضربة القاضية وتحبط كل خططه وتقضي على نغوله واصلاح من وقع في فخه بدون وعيه، وهذا يتطلب فترة تتحدد خلالها كل المواقع الاسنة ونرى من يقف فوقها كي لاتكون ضربة حماية قلب القدسية غير دقيقة وكان المركز يراقب الحملات الاعلامية المشبوهة المتعددة المصادر والمختلفة الرايات والطروحات ضد الطليعة وضد مركز القدسية فيها وهو القائد لاجل استكمال شروط الرد الصحيح . الصبر والحكمة والتعقل ضرورات لابد منها لقلب عملية الاجتثاث وجعلها اجتثاث لاعداء الامة ولمن حاول اختراق منطقة القدسية فيها وهذا مافعله البعث دائما في مراحل نضاله منذ ازمة عام 1963 وحتى الان.والطليعة الثورية تعتمد قاعدة بداهة لابد منها وهي عدم التطير من بحث امكانية تحقيق اختراق مخابراتي لصفوفها من خلال بعض الضعفاء او الطارئين، فلو حسبنا ان حافظ اسد يمكن ان يكون جاسوسا لما تعرضنا للكوارث الحالية او بعضها ، لايعيش الانسان امنا بدون التحسب الدقيق والشامل، واحباط العمل المخابراتي المعادي مرهون بافتراض انه يستطيع تحقيق اختراق لبعض الضعفاء ، اما اذا تجاهلنا ذلك فاننا نحط من شأن حزبنا فالاعداء لا يهتمون بالضعيف بل بالفاعل والمؤثر .

 Almukhtar44@gmail.com

20-4-2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق