الجنابي
: دعني أخذك بنفس الموضوع استاذ صلاح ، انت تعرف
تماما ان الولايات المتحدة اعتمدت لفترات طويلة على شاه ايران وكان يسمى هذا الشاه
شرطي الخليج وعندما ارادت الولايات المتحدة التغيير غيرته بأقل (بابسط ) الاشياء
جاءت بخميني ووضعته في ايران بعد ان كان كما تعلم في النجف في العراق ،الولايات
المتحدة هذه سياستها لذلك الشارع العراقي اليوم عندما يقول ترامب انه سيحد من
التمدد الايراني في خلفية تفكيره يعرف ان
الولايات المتحدة ليس لديها صاحب صديق ،الولايات المتحدة كما تخلصت من الشاه، كما انتهت من الشاه واعتبرته ورقه محروقه
ستنتهي من هؤلاء الملالي الذين يحكمون ايران اليوم وتعتبرهم ايضا ورقه محروقة هذه المرة لاسباب مختلفة
:اولها الزحف الصيني نحو منطقة الشرق الاوسط وثانيها ان الولايات المتحدة خسرت
كثيرا في العراق وتريد ان تعوض، في تقديرك ترامب اطلق العديد من الوعود ، هل
سيتمسك بأهم هذه العهود ام انه سيتراجع عن بعضها ومن بين تلك البعض موضوع العراق
او موضوع ايران في العراق؟
المختار : ترامب
لن يتراجع عن ما اعلنه هو ومن كان قبله عن
خطتهم في العراق وفي سوريا بشكل خاص ولكنه تراجع عن اغلب وعوده الانتخابية بشكل
رسمي، فمثلا تراجع عن اوباما كير او البرنامج الصحي لاوباما وتراجع عن رفض حلف
النيتو وهدد بالانسحاب من النيتو قبل انتخابه لكنه الآن يريد تعزيز النيتو وتراجع
عن الموقف من مايسمى الاسلام الراديكالي ولكنه خفض هذا الموقف وكثير من الامور
رصدت واكدت انه تراجع كثيرا عن وعوده السابقة ، والسبب كان متوقعا قلناها منذ
البداية كتبتها انا وعشرات غيري من المتابعين والخبراء ان ترامب في حملته
الانتخابية يحمل شعارات اي مرشح تمثل وجهات نظره مضافآ اليها وجهات نظر من يقف
وراءه لكن من يقف وراءه يراقب لانه حريص على ان الشركة الكبرى التي تحكم العالم والتي
تسمى الولايات المتحدة الامريكية فيها مجلس ادارة ، وهي النخبة الحاكمة المتحكمة
في الولايات المتحدة ، اطلقت له حرية التصريح بما يريد قبل الانتخاب لكن حينما
انتخب جلس مع اجهزة المخابرات ومع الخبراء وحدد له مستشارون ومعاونون اختار من
بينهم اركان الادارة الجديدة لكي يصوبوا اتجاهات ترامب لتكون منسجمة مع خطة النخبة الاساسية، اذن نحن
بأزاء تغيرات حصلت لتصويب أتجاه ادارة ترامب ليصبح تنفيذا لما تريده النخبة التي
تدعمه .
اما في العراق فقد اعلن رسميا قبل
الغزو وكلنا نتذكر عام ١٩٩٨ حينما كان بل كلنتون رئيسا للولايات المتحدة وتم تبني
قانون سمي خطأ (قانون تحرير العراق) ووضعت
خطة شاملة للعراق البديل ولكن هذه الخطة الشاملة لم تنفذ في بداية الغزو عام ٢٠٠٣م
لأن الوضع كان يحتاج لتفكيك العراق واعاده تركيبه ،لتقسيم العراق واعادة تركيبة كي
الخطة التي وضعت، ولهذا اختار بول بريمر الحاكم المدني الامريكي للعراق خطة
تفكيك العراق عبر تعمده هو وادارة بوش الصغير نشر الفتن الطائفية والعرقية في
العراق كي تدمر النسيج الاجتماعي للعراقيين في نهاية الامر وتحولهم الى أعراق
وطوائف متنافرة ، تقوم الولايات المتحدة بتجميعها في اطار كونفيدرالي تطلق عليه تسميه( فدرالية) تسهل مهمه سيطرة
امريكا على العراق بصفته قوة جيوبولتيكية خطيرة تقع وسط العالم وامريكا كما اشرت
حضرتك دكتور عباس الى ان هناك هدفا كبيرا ستراتيجيا وهو طريق الحرير اي التمدد
الصيني والتوسع الصيني بصفته الخطر الاكبر على الولايات المتحدة الامريكية .
فالسيطرة على العراق جغرافيا – في
هذه المرحلة - اهم من السيطرة الاقتصادية ،علما
ان العراق فيه ثروات معروفه وثروات مجهولة لكن الولايات المتحدة اكتشفتها في
العراق قبل ابناء العراق لهذا ارادت ان تهيئ العراق ليكون قاعدة انطلاق اساسية في
مشروعها التوسعي نحو الشرق ،العراق هو الممر الرئيس للولايات المتحدة نحو
الشرق ونحو تحجيم التمدد الصيني لتعطيل الادوات التي تفكر الصين وخططت للسيطرة
عليها بما فيها اسرائيل الشرقية او ايران، من هنا نرى الان ان الادارة
الامريكية تتبنى خطة فدرلة العراق وتقسيمه الى ثلاثه دول او اكثر ولكن تجمع في
اطار كونفيدرالي وهذا موضوع تبنته امريكا منذ عام ١٩٩٨ في ظل ادارة بيل كلنتون
وجاء من بعده رؤساء ليكملوا الخطوات اللازمة للوصول الى هذه الحالة، وكان بوش
الصغير واوباما خير من نفذ الخطة بدقة فجاء ترامب ليعلن هذا الخيار بعد أن
ازيلت حسب تصور الولايات المتحدة ومخابراتها العوائق التي تحول دون تحويل العراق
الى قاعدة انطلاق ، واول الاوهام التي زرعت في ذهن الولايات المتحدة خلال السنوات
الماضية من تصعيد السعار الايراني في العراق قتلا وتهجيرا لملايين العراقيين ان
ابناء العراق قد وجد بينهم من يرحب بالبديل الامريكي الذي عليه ان يطرد الايرانيين
من العراق باسرع وقت وهذا اعتقد رهان خاسر
من الان.
الجنابي : استاذ
صلاح بعض الملاحظات.. تأتيني بعض التعليقات وانا اقدم هذا البرنامج رهان الولايات
المتحدة على تمزيق المجتمع العراقي رهان خاسر بدليل ان التظاهرات التي انطلقت وعمت
اجزاء كبيرة من العراق خاصة في مناطق الفرات الاوسط وجنوب العراق ، تؤكد ان هذا النسيج
الاجتماعي مازال متماسكا بالرغم من كل التاثيرات ، بالرغم من كل الخطط التي تنفذ
سواءا عن طريق تعليق مايحدث من تفجيرات على شماعة داعش او ماتقوم به الميليشيات
المسلحة ومايسمى اليوم بالحشد الشعبي وغير ذلك.انتقل معك الى سؤال مهم للغاية
واعتقد انني والمشاهد الكريم سيجد الاجابة الشافية عنه : لماذا يااستاذ صلاح
انتقل ترامب من معادات امريكا للمملكلة العربية السعودية ودول الخليج ودعم ايران
والتي كانت ابرز سمات سياسة اوباما انتقل الى اعادة التحالف معها ، هل هذا تحول
صادق ؟ ماتقييمكم لما سمي بالناتو الجديد
في المنطقة؟
المختار: النقطة
الاساسية التي تفضلت بها وهي ان النسيج الاجتماعي العراقي الذي كان الهدف الاساس
في الحملة الامريكية لغزو العراق لانه بدون تحطيم النسيج الاجتماعي لن تستطيع
تقسيم العراق وكان بوش الصغير متفائلا جدا بناء على المعلومات التي حشي رأسه بها
قبل الغزو حينما وقف بعد بضعة شهور وقال : (اكملت المهمه) .
الجنابي
: حشي رأسه
من قبل بعض العملاء.
المختار : لا ابدا.. العملاء كانوا مجرد ورق
تواليت ، احمد الجلبي وغير احمد الجلبي زودوهم بمعلومات كانت تريدها المخابرات
الامريكية لأن المخابرات الامريكية تعرف حالة العراق افضل من هؤلاء كثيرا ولديها
معلومات اكثر من هؤلاء بكثير لكنهم ارادوا معلومات باسم عراقيين او محسوبون على
العراق لكي يقنع الكونغرس والرأي العام الامريكي بضرورة غزو العراق ، هذه اكذوبة
كبيرة تلك التي تدعي ان الولايات المتحدة خدعت بمعلومات احمد الجلبي واضرابه من
الخونة والجواسيس، الولايات المتحدة تعرف
العراق جيدا واكثر من هؤلاء الجواسيس لكنها ارادت غطاءا لتحركها، حينما تحركت
الادارة الامريكية اكتشفت ان تقارير مخابراتها عن النسيج الاجتماعي العراقي خاطئة
بدليل ان كارثة عام ٢٠٠٦م بعد تفجير المرقدين الشريفين في سامراء كانت تريد من ذلك
ان تشعل فتنة طائفية تنهي النسيج الاجتماعي وتحول العراق الى يوغسلافيا جديدة اي
ان تقسم رسميا بناء على طلبات الجماهير والشعب العراقي بكافة مكوناته ولكن ماحصل
هو ان كافة المجازر وكافة الفتن وكافة الجرائم التي ارتكبت من قبل عصابات كانت
تنظمها المخابرات الامريكية - مثل بلاك ووتر- واسرائيل الشرقية أبادت الالاف من
العلماء والسياسيين و المهندسين والاطباء ونشرت العنف ويوميا كانت الناس تجد في
المزابل ومجاري المياه والشوارع والازقة مابين ٢٠٠ الى ٣٠٠جثة من العراقيين
الابرياء – حسب تقديرات امريكا - الذين يقتلون من قبل العصابات الرسمية التابعة
للمخابرات الامريكية وللمخابرات الايرانية وللمخابرات الاسرائيلية .
وكان الهدف من ذلك تمزيق النسيج
الاجتماعي واجبار ابناء العراق على الدخول في صراعات وفتن طائفية او على الاقل زرع
روح الانتقام والثأر بين العراقيين لان من كان يقتل كان من طائفة رئيسية واحدة
وليس من كل الطوائف ثم انتقلت اللعبة الى ان يقتل من الطائفة الاخرى ايضا تحت غطاء
الارهاب الذي كانت تقوده الجماعات الاسلامية المتطرفة في العراق ، اذن الولايات
المتحدة كانت تعرف تماما ان العراق ليس كما ذكر الجواسيس في تقاريرهم ، ثم اكتشفت
ان كل هذه الجرائم لم تؤدي الى شق الصف العراقي - بتمزيق النسيج الاجتماعي واللحمة
العراقية - لااريد ان اطيل ولكن ابدأ من النهاية ، أين وصلنا في هذا الامر اي
موضوع النسيج الوطني الاجتماعي العراقي؟ وصلنا الى نتيجة ان العراقي بقي
عراقيا وبقي يهتف ان العراق الواحد بشيعته وسنته بمسيحيه وصابئته ويزيديه هو عراق
واحد ، الهوية الوطنية العربية قبل الانتماء الديني والطائفي حتى من الناحية
التاريخية العربي كان موجودا قبل اليهودية وكان موجودا قبل المسيحية وكان موجودا قبل الاسلام وكان موجودا قبل
الصابئية وكان موجودا قبل ظهور الطوائف السنة والشيعة وغيرها .
اذن الهوية الوطنية العراقية التي حافظت
عليها القبيلة والعشيرة العراقية وتراها واضحة وظاهرة كحديقة فيها زهور متعددة
الالوان الشمريون والجبور والتميميون وغيرهم فيهم الشيعي وفيهم السني وهم أبناء عم
، هذه الرابطة الرحمية، هذه الرابطة الاجتماعية هذه التربية الوطنية هي التي منعت
تقسيم العراق ولذلك لجأت المخابرات التي غزت العراق ووضعت خطة غزو العراق الى اشد
انواع القتل والذبح والارهاب على يد الكتيبة المتنقلة وقوة التدخل السريع المسمى
ب(داعش) لاجل تفكيك النسيج الاجتماعي
ولكنها فشلت والان ابناء العراق يفتخرون وانا قلت هذا في مؤتمر المغتربين
العراقيين في اسبانيا بأننا نفخر باننا بقينا موحدين بقينا نعتز بعراقيتنا
وبعروبتنا ونضع طوائفنا واثنياتنا في الخلف لاتحركنا على الاطلاق حينما يتعلق
الامر بالعراق وبالوطن العربي فحمدا لله الف حمد وشكرا لشعبنا العظيم من جنوبه
الثائر الى وسطه الصامد الصابر الى الموصل الجريحه الشهيدة. يتبع.
21 -4-2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق