اخر الاخبار

الجمعة، 12 أبريل 2019

د. خضير المرشدي خطاب الحقيقة والعودة لنقطة البداية



بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

خطاب الحقيقة والعودة لنقطة البداية


د. خضير المرشدي


هذا اليوم ذكرى التاسع من نيسان، ذكرى النكبة التي حلّت بالعراق حينما تمكّن الغزاة من استباحة بغداد الحبيبة، بعدما إنهارت مرتكزات الدولة ودُمّرتْ عناصر قوتها المادية والمعنوية أمام زخم المعركة الهائل وضخامة الحملة الدولية الكبرى التي اشتركت بها اكثر من (60) دولة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا. ففي مثل هذا اليوم سقط الخائبون من اعوان المحتل والمصفقين والمهللّين له. ولكن لم تسقط ارادة ثلة قليلة من رجال البعث ورجال العراق البواسل يتقدمهم رفيق مجاهد عزيز هو الرفيق ابو احمد أمين عام الحزب الذي أرسى قواعد الجهاد والمقاومة بتأسيس فصائل وتشكيلات أطّرَها فكرياً وسياسياً وعقائدياً وأعطاها عمقاً ايمانياً، وحدد اهدافها بنظرة منفتحة ورؤية مستقبلية متقدمة على جميع ماسواها، اعتمدت التفاعل والانفتاح على كل عراقي يتمسك بحقوق العراق ويعمل على انتزاعها، وعلى من يعترف بها من الافراد والاحزاب والدول عدا الكيان الصهيوني، وقادها ببسالة وشجاعة وصبر ومطاولة وثبات منقطع النظير. وأشهد للتاريخ حين التقيت الرفيق القائد في سنوات الاحتلال الاولى وفي ليلة رمضانية مباركة طويلة باحدى قرى العراق الابية، وتم فيها مناقشة وإقرار برنامج البعث ومقاومته الوطنية، أصر على إبراز هذه الحقيقة في برنامج التحرير والاستقلال، وألذي كان لي الشرف في أن أكلّف بإعلانه للعالم وان أمثّل البعث ومقاومته الوطنية رسمياً في هذه المسيرة الخالدة. لقد كان الوقت من أصعب الأوقات وأشدّها، وأيام قاسية حزينة من تاريخ العراق، ولكنها أيام مجيدة من مقاومة فريدة ليس لها مثيل في تاريخ الصراع مع محتل وغازٍ، من حيث امكانياتها ونوعية جنودها وتفردها في أداءها وفعلها وفي خططها ومناوراتها التي أذهلت الاعداء وفاجأتهم بما لم يكن في حسبانهم.

وبعد ان اعتمدت على الله وعلى نفسها وعلى شعب العراق الذي هيّأ لها البيئة والمأوى، وأمدّها بكل مستلزمات القوة من مال ورجال وسلاح وتشجيع.

حققت هذه المقاومة وعدها التي قطعته في هزيمة اعتى وأشرس قوة في تاريخ البشرية حينما كبدتها الكثير من الخسائر المادية والبشرية وفضحتها سياسياً ومعنوياً، وجعلتها تترنح اقتصادياً، وتتمنّع من خوض اي معركة عسكرية مباشرة اخرى، هكذا هو إذن سر الظفر والصمود والانتصار، انه السر الأزلي، سر الاعتماد على الله وعلى النفس وعل الشعب وعلى قواه الكامنة وعلى استنهاض قيم الوطنية والشرف والبطولة فيه.

ولعلّ الرفيق أمين عام الحزب وقائد الجهاد والتحرير في خطابه بمناسبة مولد البعث (72) قد أعاد للأذهان هذه الحقيقة التي تعبر عن جوهر نضال الحزب ومبرر وجوده، تلك هي الاعتماد على الشعب والتفاعل معه والتعبير عن مصالحه والتمسك بحقوقه مهما طال الزمن ومهما غلت التضحيات.

ففي هذا الخطاب الهام أكد الرفيق امين عام الحزب موقف البعث بشكل واضح وجلي لالبس فيه. وهي أن لايتوهم أحد ويوهم معه الاخرين من الناس:
بأن من قتلك سوف يحييك، ومن سرقك سوف يغنيك، ومن أن الجاني سينصف الضحية، ومن إنتهك الأعراض سوف يعيد لها الشرف!!!

إن ماجاء في الخطاب يمثل موقفاً مبدئياً وأخلاقياً واستراتيجياً للبعث حينما قال:
((إن ما يجري اليوم في العراق يمثل احتلالاً شاملاً للعراق من قبل الفرس أذ أنهم احكموا السيطرة على كل مفاصل العملية السياسية القذرة وكل ما ترونه اليوم من مجلس وزراء وبرلمان وجيش وقضاء وحركة وصراع ومحاور وتناقض وتنافس واعلام يدجل ويزور، هو مصنوع ومرتب ومسيطر عليه من قبل ايران مباشرة وبواسطة أذرعها من الاحزاب الصفوية والميليشيات الاجرامية، وبعد الانتخابات الاخيرة المزورة والباطلة قد أستسلم الجميع في العملية السياسية لسلطة الولي الفقيه ووقعوا له بالخدمة المجانية، ولم يبق في العراق لأمريكا أي تأثير الا ما تسمح به ايران، وكل ما يصدر عن امريكا وادارتها من تهديد ووعيد فهو هراء وهو هواء في شبك وذلك لأنها غير قادرة على مواجهة ايران لا مباشرة ولا في العراق وسوريا واليمن ولا في اي مكان تتواجد فيه ايران، فلا حل لمشكلة العراق من خارج العراق اطلاقاً وانما الحل الممكن هو بيد شعب العراق وقواه المجاهدة وفي طليعتهم حزب البعث، واعلموا ان التحالف الاستراتيجي بين امريكا وايران واسرائيل لا زال قائماً ولا زالت الى اليوم ايران هي متفضلة على اسرائيل وامريكا ومن أهم انجازات وخدمات ايران لاسرائيل وامريكا، إن أيران هي التي دفعت النظام العربي برمته للارتماء بحضن امريكا واسرائيل. فلقد اصبح اليوم تحالف النظام العربي مع اسرائيل علني وأصبح الاستسلام المطلق لامريكا واسرائيل علني بل اصبح هناك سباق بين الانظمة العربية وتفاخر في تحالفهم مع اسرائيل وامريكا واستسلامهم للارادة الامريكية بدون قيد ولا شرط،

(فكيف يتوقع البعض ان امريكا ستضرب ايران او ستضربها اسرائيل)!!! الا أذا ضربت ايران امريكا او ضربت اسرائيل وهذا الامر يستحيل ان تفعله ايران لأنها هي أصغر وأحقر من ذلك.))



هذه هي حقيقة ما يجري اليوم في العراق وفي وطننا العربي الكبير فليس لنا من مخرج الا تعبئة شعبنا واعداده لمنازلة التحرير القادمة بأذن الله.

إنه تعبير صادق ودقيق عن الحقيقة. حقيقة العودة الى الشعب التي هي جوهر إستراتيجية البعث ومبادئه واهدافه ونضاله، ومع الاستمرار في تعبئة الشعب للثورة، إلاّ إن ذلك لن يمنع من إستثمار أي فرصة للحوار المتكافيء الايجابي والبناء مع المجتمع الدولي لانتزاع حقوق العراق وتحريره من الاحتلالين الامريكي والايراني، ولتحقيق مصالح شعبه في اسقاط العملية السياسية التجسسية الفاسدة، وبناء دولته الوطنية الديمقراطية المستقلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق