يوغرطة السميري
ا = وصول ترامب الي قيادة اﻹدارة الأمريكية هل هو تعبير عن حراك اجتماعي يعيشه المجتمع الأمريكي بكل مكوناته كما يذهب لذلك بعض الدارسين لهذه الظاهرة أم هو صيغة من صيغ عودة الوعي الي العنصر الأنقلوساكسوني
؟ أم هو جواب عن حقيقة هزت أركان النفوذ الأمريكي و جعل مجمع النفوذ ــ الشركات ــ يتخلي عن ادارة السياسة عبر وكلاء لفائدة ادارتها بشكل مباشر ... تماما كتخلي الأمريكان علي لعبة تعطيل اﻷمة العربية عن تحقيق نهوضها من خلال افتعال الحروب بالنيابة منذ خمسينات القرن
العشرين و حتي التسعينات لفائدة الدخول المباشر في المواجهة كما عبر عنها العدوان الثلاثيني سنة 1991 علي العراق و احتلاله سنة 2003 . اذن وصول ترامب مرتبط بتحول في طبيعة تعاطي الشركات للسياسة من ادارتها عبر وكلاء الي ادارتها بصيغة مباشرة ... السؤال لماذا ؟
اﻹجابة علي ذلك يمكن استخلاصها من تصريحات أشرها ترامب ذاته في حملته اﻹنتخابية في نقطتين:
أ = كلفة الحرب علي العراق و احتلاله التي حسب تصريحه تجاوزت 2 تريليون دولار دون اعتبار الضحايا ...ليختمها بقوله استخلاص
هذه الكلفة من خلال وضع اليد علي النفط العراقي ... مع التأشير علي أن امريكا دفعت كلفة الحرب و فوائدها ذهبت الي ايران .
ب = التلويح باعادة النظر في اﻹتفاق النووي . الرجل يتكلم هنا بصيغة المفاوض التجاري مخاطبا شريك ﻻ عدو
، و الشراكة اﻹيرانية اﻷمريكية قديمة و متجذرة بمختلف أبعاد التجذر في اﻹستراتيجية الأمريكية لفرض نفوذها العالمي .
لذلك ﻻ يجب أن ننخرط لا من قريب و ﻻ من بعيد في جوقة اﻹعلام القائل
من أن الترامبية شكل من أشكال الشعبوية بما يعني أن تحولا هام ستعرفه السياسة الخارجية اﻷمريكية .
اا = صحيح المطلوب من المقاوم مراقبة التحولات ذات العلاقة بساحة فعله و ما يحيطها من محيط الا أن الثابت دائما هو أن المناضل
يولي أهمية قصوي لتحشيد عناصر قوته و يحكم التصرف الواعي فيها بما يجعل عدوه ــ و عدوتنا اﻹدارة اﻷمريكية /بالذات مجمع الشركات التي تهيمن علي القرار ــ هو من يبحث علي طرق التواصل معه دون أن يرهن فعله لما يمكن أن يقدمه اﻵخر.
هنا ينطرح التساؤل هل في تصريحات ترامب ما يدلل علي تغير في السياسة الخارجية الأمريكية أم تواصل محسوب بدقة حتي و إن نظر الشريك لشريكه بامتعاض
في محطة من محطات فعلهما المشترك ... و هو ما نراه من كلام في تصريحات ترامب اتجاه ايران ؟
يوغرطة السميري ؛
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق